دسته‌بندی نشده

دعوه نصر الله لـ “الجهاد المالی” فی ظل معاناه إیران الاقتصادیه

من المتوقع أن یزداد الضغط على "حزب الله" مع زیاده الضغوط على الجمهوریه الإسلامیه الإیرانیه. ربما یمکن رؤیه أول مؤشر على ذلک فی الخطاب الأخیر للأمین العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، حیث تحدث فی الآونه الأخیره عن تشدید الضغط على الحزب من ناحیتین. وأشار إلى نوعین من الحرب ضد "حزب الله" (الاقتصادیه والنفسیه)، قائلا: "یجب أن نعتبر أنفسنا فی حرب قد تضعنا فی صعوبه ومأزق". کما صرَّح نصر الله، الذی کان یخطب لبعض مؤیدیه، بوضوح: "الیوم أعلنُ أن المقاومه تحتاج إلى دعم وتعاون شعبی من خلال الجهاد المالی".

من المتوقع أن یزداد الضغط على “حزب الله” مع زیاده الضغوط على الجمهوریه الإسلامیه الإیرانیه. ربما یمکن رؤیه أول مؤشر على ذلک فی الخطاب الأخیر للأمین العام لـ”حزب الله”، حسن نصر الله، حیث تحدث فی الآونه الأخیره عن تشدید الضغط على الحزب من ناحیتین. وأشار إلى نوعین من الحرب ضد “حزب الله” (الاقتصادیه والنفسیه)، قائلا: “یجب أن نعتبر أنفسنا فی حرب قد تضعنا فی صعوبه ومأزق”. کما صرَّح نصر الله، الذی کان یخطب لبعض مؤیدیه، بوضوح: “الیوم أعلنُ أن المقاومه تحتاج إلى دعم وتعاون شعبی من خلال الجهاد المالی”.

“الجهاد المالی” مصطلح قرآنی یقسم الجهاد إلى نوعین؛ الجهاد بالروح والجهاد بالمال. حتى الآن، کانت دعوات “حزب الله” عمومًا موجهه إلى الجهاد بالروح. على الرغم من أن “حزب الله” کان یعتمد دائمًا على المساعدات من أنصاره فی جمیع أنحاء العالم، إلا أن الدعوه لـ”الجهاد المالی”، خاصهً من الشخص الأول فی “حزب الله”، نادره، أو لم یسبق لها مثیل.

هذا الکلام لنصر الله یعید معنی ومفهومًا مهمًا، إثر مقاطعه البنوک لـ”حزب الله” على أرض لبنان، التی تم تنفیذها بناءً على أوامر من البنک المرکزی للولایات المتحده الأمیرکیه، فی یولیو (تموز) عام ۲۰۱۶، حین حُرمت ۱۰۰ مؤسسه وکیان وعضو تابعه لـ”حزب الله” من الوصول إلى الخدمات المصرفیه؛ وقتها أثار حسن نصر الله، فی خطابٍ له، رد فعل سیئ للغایه داخل إیران، حین قال: “ما دامت إیران تملک أموالًا، فنحن نملک أموالاً.. لیعرف العالم کله؛ جمیع المشاریع، والنفقات، والطعام، وجمیع أسلحتنا وصواریخنا، جمیعها، توفرها الجمهوریه الإسلامیه الإیرانیه”.

فی عام ۲۰۱۶، وفی أعقاب الصفقه النوویه، التی تحقق فیها القلیل من الانفتاح المالی والمصرفی لإیران، قال الخبراء إن خطاب نصر الله کان بالضبط بمثابه إعطاء عنوان لعوده العقوبات ضد إیران. ومن الواضح أن صحه هذا التوقع تم إثباتها الآن، حیث إن نصر الله دعا أنصاره إلى “الجهاد المالی”، وإلا فلماذا یعتقد أن “الصعوبه” ستزداد على الحزب، إذا لم یکن قلقًا بشأن تلقی مساعدات طهران.

معاناه “حزب الله” بعد “FATF”

إذا نظرنا بعنایه، فإن ناقوس التحذیر الذی دقه حسن نصر الله فی خطابه إلى مؤیدیه، قد سُمع فی إیران، فی الشهور والأسابیع الأخیره، فی أعقاب مشاریع القوانین التی اقترحتها حکومه حسن روحانی على البرلمان، بالانضمام إلى مجموعه العمل المالی (FATF)، فکل مشروع من هذه المشاریع أثار ضجه کبیره، سواء فی البرلمان أو فی مجلس صیانه الدستور، أو فی مجلس تشخیص مصلحه النظام، حیث أعرب الجمیع عن قلقهم من أنه فی حال انضمام إیران إلى “اتفاقیه مکافحه الجریمه المنظمه عبر الوطنیه (بالیرمو)، أو اتفاقیه مکافحه غسل الأموال، أو اتفاقیه مکافحه تمویل الإرهاب”، فلن تتمکن الجمهوریه الإسلامیه بعد ذلک من الالتفاف على أنظمه البنوک العالمیه لمساعده مجموعات مثل “حزب الله”.

یبدو أن تصریحات حسن نصر الله الأخیره تشیر إلى أمرین یستهدفان المصادر المالیه لـ”حزب الله”: العقوبات المصرفیه المفروضه على الحزب فی لبنان، بالنحو الذی ذکر أعلاه، والقیود المالیه للجمهوریه الإسلامیه فی المساعده، سواء من حیث تخفیض إیراداتها أو من حیث النقل من خلال النظام المصرفی العالمی.

بالإضافه إلى ذلک، أعرب حسن نصر الله عن قلقه إزاء الموضوع الثانی، وهو الحرب النفسیه. ووصف إدراج “حزب الله” فی قائمه “التنظیمات الإرهابیه” بأنه حرب نفسیه، وأعرب عن قلقه من تفاقم هذا الوضع.

حتى الآن، وضع الاتحاد الأوروبی الجناح العسکری لـ”حزب الله” على قائمه التنظیمات الإرهابیه، ومؤخرا ذهبت بریطانیا أبعد من ذلک ووضعت کل الحزب على قائمه التنظیمات الإرهابیه، ومن المحتمل أن الدول الأوروبیه الأخرى، وربما الاتحاد الأوروبی، سوف تفعل الشیء نفسه.

جاءت خطوه بریطانیا بعد أن حظرت الولایات المتحده، الأمین العام لـ”حزب الله”، حسن نصر الله، ونائبه الشیخ نعیم قاسم، وممثل “حزب الله” فی طهران، علی عبد الله صافی.

لکن قلق “حزب الله” لیس فقط من هذه البلدان، بل من مجلس التعاون الخلیجی، والجامعه العربیه، والأسوأ من ذلک، منظمه التعاون الإسلامی التی وضعت “حزب الله” أیضًا فی قائمه التنظیمات الإرهابیه، حیث اعتبرت منظمه التعاون الإسلامی فی قمتها الثالثه عشره فی إسطنبول أن “حزب الله” یقوم بأعمال إرهابیه. على سبیل المثال، جاء فی الفقره ۱۰۵ من بیان القمه المذکوره:

“تدین منظمه التعاون الإسلامی الأعمال الإرهابیه لـ(حزب الله) فی سوریا والبحرین والکویت والیمن، ودعمه للجماعات الإرهابیه التی تعرّض أمن واستقرار الدول الأعضاء فی منظمه التعاون الإسلامی للخطر”.

وفی رد فعل غاضب، قال علی خامنئی، مرشد الجمهوریه الإسلامیه الإیرانیه، فی بیان له: “لقد أظهر (حزب الله) کوادره الشابه للعالم الإسلامی، ولنفرض أن حکومه فاسده وخاویه تصدر بیانًا بدولارات البترول تدین فیه (حزب الله)، لتذهب إلى الجحیم! فما أهمیه ذلک؟ إن (حزب الله) سیظل الشمس الساطعه التی یفخر بها العالم الإسلامی، ما أهمیه قُصاصَه من الورق تدین هذا الحزب؟”.

یبدو أن ما وصفه المرشد الأعلى بـ”قُصاصَه من الورق”، و”عدیم الأهمیه”، هو ما جعل حسن نصر الله الآن مضطرًا للمطالبه بـ”الجهاد المالی”.

تاریخ الانتشار: ۱۳ مارس ۲۰۱۹ / ایران اینترنشنال (عربی)

 

برچسب ها
نمایش بیشتر

نوشته های مشابه

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

دکمه بازگشت به بالا
بستن